مبدأ وأهمية تفاعل مضادات الغلوبولين المختلط في اختبارات خصوبة الذكور

November 7, 2025


يمكن أن تنشأ العقم عند الذكور من مجموعة متنوعة من الأسباب الفسيولوجية والمناعية. من بين هذه الأسباب، يمثل وجود الأجسام المضادة للحيوانات المنوية تحديًا فريدًا لا يمكن اكتشافه من خلال تحليل السائل المنوي القياسي وحده. لمعالجة هذه المشكلة، أصبح اختبار تفاعل مضاد الغلوبولين المختلط، أو اختبار MAR، أداة مختبرية أساسية لتحديد العقم المناعي عند الرجال.


يعتمد اختبار MAR على مبدأ مناعي بسيط ولكنه دقيق. يستخدم جسيمات اللاتكس المطلية بجلوبيولينات مناعية محددة وكواشف مضادة للأجسام المضادة البشرية. عند مزجه مع عينة سائل منوي تحتوي على حيوانات منوية مغلفة بالأجسام المضادة، تلتصق جسيمات اللاتكس بسطح الحيوانات المنوية من خلال هذه الأجسام المضادة، مما يشكل مجموعات صغيرة مرئية أو تكتلات. ثم يتم فحص الاختبار تحت المجهر لتحديد عدد الحيوانات المنوية المتحركة المرتبطة بالجسيمات. يوفر هذا التفاعل تأكيدًا مباشرًا ومرئيًا لربط الأجسام المضادة بخلايا الحيوانات المنوية.


تتبع تفسير نتائج اختبار MAR إرشادات موحدة توصي بها منظمة الصحة العالمية. إذا كان أقل من 50 بالمائة من الحيوانات المنوية المتحركة مرتبطًا بجسيمات اللاتكس، تعتبر النتيجة طبيعية. تشير النسبة الأعلى إلى أن الحيوانات المنوية مغلفة بشكل كبير بالأجسام المضادة، مما قد يعيق قدرتها على الحركة بحرية أو اختراق مخاط عنق الرحم. قد تتشكل هذه الأجسام المضادة، غالبًا من فئة IgG، نتيجة للعدوى أو الصدمة أو الجراحة أو الانسداد في الجهاز التناسلي، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على الإنجاب.


تكمن ميزة طريقة MAR في قدرتها على تقييم الحيوانات المنوية النشطة والمتحركة بدلاً من الخلايا الميتة أو غير المتحركة. يتيح ذلك للأطباء تقييم التأثير الوظيفي الفعلي للأجسام المضادة على حركة الحيوانات المنوية وقدرة الإخصاب. علاوة على ذلك، يمكن إجراء الاختبار بسرعة وكفاءة باستخدام عينات السائل المنوي الطازجة، مما يجعله مناسبًا للاستخدام السريري الروتيني وفحص الخصوبة في مراكز الإنجاب المساعدة.


إن فهم وتحديد العقم المناعي من خلال اختبار MAR يمكّن الأطباء من تصميم استراتيجيات علاجية مخصصة. قد يستفيد المرضى الذين يعانون من مستويات عالية من الأجسام المضادة من تقنيات الإنجاب المتقدمة مثل التلقيح داخل الرحم أو الحقن المجهري للحيوانات المنوية داخل السيتوبلازم، مما يساعد على تجاوز حاجز الأجسام المضادة. نظرًا لأن الأبحاث تواصل ربط العوامل المناعية بالعقم عند الذكور، يظل اختبار MAR حجر الزاوية في تقييم الخصوبة الشامل، مما يسد الفجوة بين تحليل السائل المنوي التقليدي والدقة التشخيصية المناعية.